رجالات الوطن، والسواعد القوية الدكتور أحمد الزغول
مدار الساعة - د على النظامي : رجالات الوطن، والسواعد القوية، والمهنية العالية، والإدارة الناجحة، الدكتور الطبيب والإنسان، أحمد الزغول مدير مستشفى جرش الحكومي :
قمت بمراجعة مستشفى جرش الحكومي قبل أيام وبعد فترة العشاء، بعدما كنت عازفا عن مراجعته ولأسباب تتعلق بتردي الأحوال في هذا المستشفى وفي مناحي كثيرة ، فوجدت أن الحال قد تغيرت تماما، وان الخدمة الصحية والإدارية به قد تغيرت، وتحسنت، وتطورت نحو الأفضل، ووجدت أن الأقسام الصحية المختلفة في هذا المستشفى قد بدت وكأنها قد شيدت من جديد، وأثناء تجوالى لمشاهدة هذا التطور النوعي، وجدت شخصا يرتدي اللباس الطبي ويتحول بين المرضى، وبين المراجعين الذين تزدحم بهم الأقسام المختلفة في المستشفى، ومعظمهم من أبناء الطبقة الفقيرة ، والي جانب هذا الشخص فريق كامل من الأطباء، فأعتقدت و للوهلة الأولى انه شخصية مسؤولة من وزارة الصحة قد جاءت بزيارة مفاجئة للمستشفى، وشاهدت أن جميع العاملين في الأقسام التي مر بها هذا الشخص قد بدأ عليهم الهمة والنشاط والحيوية، وسمعت الكثير من الحديث الذي كان يتبادله هذا الشخص مع المرضى والمراجعين، فكان كلاما في قمة الإنسانية واللطف والمهنية العالية، وكان هذا الشخص يصدر توجيهاته وتعليماته المهنية والإدارية لمن حوله من طاقم الأقسام في هذا المستشفى لخدمة المرضى والمراجعين الذين يزدحم بهم هذا المستشفى، وفي هذا الوقت المتأخر بعد وقت العشاء.
انتباني الفضول لأعرف من هذا الشخص، أو هذا المسؤول الذي لم أشاهد أحدا من قبله، وفي نفس المستشفى يقوم بما قام به هذا الشخص المسؤول، فتقدمت منه، وسلمت عليه وعرفته بنفسي، وقلت له الله يعطيك العافيه دكتور، حقيقة انا منذ دخلت المستشفى وانا ارافقك في جولتك هذه، ومن دون أن تراني، والسبب هي دهشتي مما وجدته من تغير في الخدمة في هذا المستشفى، ونحو الأفضل مهنيا وإداريا، وعندما شاهدت بعيني انك وفي هذا الوقت المتأخر، وبعد العشاء تتجول في المستشفى وتتفقد أحواله وأحوال المرضى والمراجعين، واسلوبك وطريقتك في الحوار مع المرضى والمراجعين أصبح لدى فضول في التعرف على حضرتك الكريمة، فابتسم الرجل ابتسامة طيبة وقال لي انا احمد الزغول، فقلت له تعني الطبيب أحمد زغلول فقال نعم، وقال لي انا مدير مستشفى جرش الحكومي، فما كان مني إلا أن تقدمت أكثر نحوه وأعدت السلام عليه وقلت له، يا دكتور بارك الله بك وأكثر من امثالك وجزاك الله خيرا كثيرا، فوالله امثالك قلة في هذا الزمان، واثنيت كثيرا على جهوده الطيبة، ثم ذهبت إلى حيث حاجتي في المستشفى، وغادرت عائدا إلى بيتي وقد حصلت على المعالجة الطيبة والعلاج الجيد.
بعدها بيومين التقيت بأحد الأطباء العاملين في المستشفى وهو أخصائي جراحة وسألته عن د أحمد زغلول، وحدته أيضا عما شاهدت في المستشفى قبل يومين عندما التقيت بالدكتور أحمد زغول، فقال لي وبالحرف، أن الدكتور أحمد زغلول قد قام بانعاش كامل ولكل أقسام المستشفى، وقام بالإشراف شخصيا على إعادة تشغيل غرف العمليات الجراحية بعدما كانت شبه مغلقة، وبعدما كانت تحول العشرات والمئات من حالات الجراحة إلى خارج جرش، ويقوم هو شخصيا بعمل معظم العمليات وبيديه، وهو طبيب جراحة متميز، ومن الطراز الأول، واليوم أصبح مستشفى جرش يقوم بكافة المهام المناطة به بعد الإهمال الذي لحق به طوال سنتين مضت، والدكتور أحمد زغول يعمل يوميا في المستشفى من الساعة الثامنة صباحا حتى بعد العشاء، وكثيرا ما يأتي في أوقات الفجر الأولى، ومن عجلون وبلباس العمليات لإجراء عمليات جراحية وبنفسه، والرجل حقيقة يستحقق كل تقدير وشكر على جهوده الكبيرة والمتميزة في خدمة محافظة جرش.
الدكتور أحمد زغول لا أعرف اسمه الثاني، ولم اعرفه الا منذ ذاك اليوم، ولكن وبسبب ما كان يعانيه أهل محافظة جرش من ظلم وعناء وتعب جراء الإهمال الذي كان في هذا المستشفى، وكيف أصبح اليوم مستشفى فاعل مهنيا وإداريا، وكيف أصبح هناك نقلة نوعية في الخدمة الصحية، وبسبب جهود هذا الرجل وجب علينا لازاما أن نقدم الشكر لهذا الرجل باسمي وباسم كافة أبناء محافظة جرش، وندعوا الله له بالتوفيق والسداد في خدمة الوطن الغالي وأهله الطيبين.